كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ أَوْ أَحْدَثِ النَّاسِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَنَّ §الشِّرْذِمَةَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ فِرْعَوْنُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا سِتَّ مِائَةِ أَلْفٍ، قَالَ: وَكَانَ مُقَدِّمَةُ فِرْعَوْنَ سَبْعَةَ مِائَةِ أَلْفٍ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى حِصَانٍ عَلَى رَأْسِهِ بَيْضَةٌ، وَفِي يَدِهِ حَرْبَةٌ، وَهُوَ خَلْفُهُمْ فِي الدَّهْمِ. فَلَمَّا انْتَهَى مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْبَحْرِ، قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ. يَا مُوسَى، أَيْنَ مَا وَعَدْتَنَا، هَذَا الْبَحْرُ بَيْنَ أَيْدِينَا، وَهَذَا فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ قَدْ دَهَمَنَا مِنْ خَلْفِنَا، فَقَالَ مُوسَى لِلْبَحْرِ: انْفَلِقْ أَبَا خَالِدٍ، قَالَ: لَا، لَنْ انْفَلِقَ لَكَ يَا مُوسَى، أَنَا أَقْدَمُ مِنْكَ خَلْقًا؛ قَالَ: فَنُودِيَ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ، فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ الْبَحْرُ، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا. قَالَ الْجُرَيْرِيُّ: فَأَحْسِبُهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ لِكُلِّ سِبْطٍ طَرِيقٌ، قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَى أَوَّلُ جُنُودِ فِرْعَوْنَ إِلَى الْبَحْرِ، هَابَتِ الْخَيْلُ اللَّهَبَ؛ قَالَ: وَمُثِّلَ لِحِصَانٍ مِنْهَا فَرَسٌ وَدِيقٌ، فَوَجَدَ رِيحَهَا فَاشْتَدَّ، فَاتَّبَعَهُ الْخَيْلُ؛ قَالَ: فَلَمَّا تَتَامَّ آخِرُ جُنُودِ فِرْعَوْنَ فِي الْبَحْرِ، وَخَرَجَ آخِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَمَرَ الْبَحْرَ فَانْصَفَقَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: مَا مَاتَ فِرْعَوْنُ وَمَا كَانَ لِيَمُوتَ أَبَدًا، فَسَمِعَ اللَّهُ تَكْذِيبَهُمْ نَبِيَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: فَرَمَى بِهِ عَلَى السَّاحِلِ، كَأَنَّهُ ثَوْرٌ أَحْمَرُ يَتَرَاءَاهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ "
حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي -[575]- قَوْلِهِ: " {§إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} [الشعراء: 54] يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ "

الصفحة 574