كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 17)

§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْمُحِيطِ بِذَلِكَ؟ سَيَقُولُونَ: ذَلِكَ كُلُّهُ لِلَّهِ، وَهُوَ رَبُّهُ. فَقُلْ لَهُمْ: أَفَلَا تَتَّقُونَ عِقَابَهُ عَلَى كُفْرِكُمْ بِهِ , وَتَكْذِيبِكُمْ خَبَرَهُ وَخَبَرَ رَسُولِهِ؟ وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون: 85] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ وَالشَّامِ: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون: 85] ، سِوَى أَبِي عَمْرٍو، فَإِنَّهُ خَالَفَهُمْ فَقَرَأَهُ: (سَيَقُولُونَ اللَّهُ) فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَفِي الْآخَرِ الَّذِي بَعْدَهُ، اتِّبَاعًا لِخَطِّ الْمُصْحَفِ، فَإِنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ فِي مَصَاحِفِ الْأَمْصَارِ إِلَّا فِي مُصْحَفِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَإِنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالْأَلِفِ، فَقَرَءُوا بِالْأَلِفِ كُلِّهَا اتِّبَاعًا لِخَطِّ مُصْحَفِهِمْ. فَأَمَّا الَّذِينَ قَرَءُوهُ بِالْأَلِفِ فَلَا مُؤْنَةَ فِي قِرَاءَتِهِمْ ذَلِكَ كَذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ أَجْرَوُا الْجَوَابَ عَلَى الِابْتِدَاءِ , وَرَدُّوا مَرْفُوعًا عَلَى مَرْفُوعٍ. وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ

الصفحة 98