كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 18)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: " {§وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] قَالَ: سَرِيرٌ كَرِيمٌ، قَالَ: حَسَنُ الصَّنْعَةِ، وَعَرْشُهَا: سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ، قَوَائِمُهُ مِنْ جَوْهَرٍ وَلُؤْلُؤٍ "
قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْبَاجِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَوْلَهُ: " {§وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] يَعْنِي سَرِيرٌ عَظِيمٌ "
§وَقَوْلُهُ: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [النمل: 24] يَقُولُ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ مَلِكَةَ سَبَأٍ، وَقَوْمَهَا مِنْ سَبَإٍ، يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ فَيَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ.
§وَقَوْلُهُ: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [النمل: 24] يَقُولُ: وَحَسَّنَ لَهُمْ إِبْلِيسُ عِبَادَتَهُمُ الشَّمْسَ، وَسُجُودَهُمْ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَحَبَّبَ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ.
{§فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} [النمل: 24] يَقُولُ: فَمَنَعَهُمْ بِتَزْيِينِهِ ذَلِكَ لَهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، وَهُوَ دَيْنُ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ، وَمَعْنَاهُ: فَصَدَّهُمْ عَنْ سَبِيلِ الْحَقِّ.
{§فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24] يَقُولُ: فَهُمْ لِمَا قَدْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا زَيَّنَ مِنَ السُّجُودِ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَالْكُفْرِ بِهِ، لَا يَهْتَدُونَ لِسَبِيلِ الْحَقِّ، وَلَا يَسْلُكُونَهُ، وَلَكِنَّهُمْ فِي ضَلَالِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَتَرَدَّدُونَ.

الصفحة 40