كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 18)

كَمَا: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " {§أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ} [النمل: 31] أَنْ لَا تَتَمَنَّعُوا مِنَ الَّذِي دَعَوْتُكُمْ إِلَيْهِ؛ إِنِ امْتَنَعْتُمْ جَاهَدْتُكُمْ. فَقُلْتُ لِابْنِ زَيْدٍ: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ} [النمل: 31] أَنْ لَا تَتَكَبَّرُوا عَلَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 31] ذَلِكَ فِي كِتَابِ سُلَيْمَانَ إِلَيْهَا "
§وَقَوْلُهُ: {وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 31] يَقُولُ: وَأَقْبِلُوا إِلَيَّ مُذْعِنِينَ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالطَّاعَةِ.
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ، وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَتْ مَلِكَةُ سَبَأَ لِأَشْرَافِ قَوْمِهَا: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي} [النمل: 32] تَقُولُ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي أَمْرِي الَّذِي قَدْ حَضَرَنِي مِنْ أَمْرِ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي أُلْقِيَ إِلَيَّ، فَجَعَلَتِ الْمَشُورَةَ فُتْيَا.

الصفحة 49