كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 18)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " {§وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 2] قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ مُوسَى هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ "
§وَقَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً} [السجدة: 24] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَعَلْنَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَئِمَّةً، وَهِيَ جَمْعُ إِمَامٍ، وَالْإِمَامُ الَّذِي يُؤْتَمُّ بِهِ فِي خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، وَأُرِيدُ بِذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَنَّهُ جَعَلَ مِنْهُمْ قَادَةً فِي الْخَيْرِ، يُؤْتَمُّ بِهِمْ، وَيُهْتَدَى بِهَدْيِهِمْ. كَمَا:
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " {§وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يُهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [السجدة: 24] قَالَ: رُؤَسَاءَ فِي الْخَيْرِ "
§وَقَوْلُهُ {يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يُهْدُونَ أَتْبَاعَهُمْ وَأَهْلَ الْقَبُولِ مِنْهُمْ بِإِذْنِنَا لَهُمْ بِذَلِكَ، وَتَقْوِيَتِنَا إِيَّاهُمْ عَلَيْهِ
§وَقَوْلُهُ: {لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ أَهْلِ الْكُوفَةِ: {لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: 24] بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، بِمَعْنَى: إِذْ صَبَرُوا، وَحِينَ صَبَرُوا. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ: (لِمَا) بِكَسْرِ اللَّامِ، وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ، بِمَعْنَى: لِصَبْرِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِهَا، وَاجْتِهَادِهِمْ فِي طَاعَتِنَا، وَالْعَمَلِ بِأَمْرِنَا. وَذُكِرَ أَنَّ

الصفحة 637