كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 19)

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينٍ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §لَوْ كَتَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَتَمَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]
§وَقَوْلُهُ: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلَمَّا قَضَى زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مِنْ زَيْنَبَ حَاجَتَهُ، وَهِيَ الْوَطَرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ
[البحر المنسرح]
وَدَّعَنِي قَبْلَ أَنْ أُوَدِّعَهُ ... لَمَّا قَضَى مِنْ شَبَابِنَا وَطَرَا
{زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] يَقُولُ: زَوَّجْنَاكَ زَيْنَبَ بَعْدَمَا طَلَّقَهَا زَيْدٌ وَبَانَتْ مِنْهُ {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} [الأحزاب: 37] يَعْنِي: فِي نِكَاحِ نِسَاءَ مَنْ تَبَنُّوا وَلَيْسُوا بِبَنِيهِمْ وَلَا أَوْلَادِهِمْ عَلَى صِحَّةٍ إِذَا هُمْ طَلَّقُوهُنَّ وَبِنَّ مِنْهُمْ {إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا} [الأحزاب: 37] يَقُولُ: إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ حَاجَاتِهِمْ، وَآرَابَهُمْ وَفَارِقُوهُنَّ وَحَلِلْنَ

الصفحة 117