كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 19)
§وَقَوْلُهُ {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: وَلَوْ دُخِلَتِ الْمَدِينَةُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} [الأحزاب: 13] مِنْ أَقْطَارِهَا، يَعْنِي: مِنْ جَوَانِبِهَا وَنَوَاحِيهَا، وَأَحَدُهَا: قُطْرٌ، وَفِيهَا لُغَةٌ أُخْرَى: قُتْرٌ، وَأَقْتَارٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
[البحر الرجز]
إِنْ شِئْتَ أَنْ تُدْهِنَ أَوْ تَمْرَا ... فَوَلِّهِنِّ قَتْرَكَ الْأَشَرَّا
وَقَوْلُهُ {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: ثُمَّ سُئِلُوا الرُّجُوعَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَى الشِّرْكِ {لَآتَوْهَا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: لَفَعَلُوا وَرَجَعُوا عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَشْرَكُوا. وَقَوْلُهُ {وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: وَمَا احْتَبَسُوا عَنْ إِجَابَتِهِمْ إِلَى الشِّرْكِ إِلَّا يَسِيرًا قَلِيلًا، وَلَأَسْرَعُوا إِلَى ذَلِكَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، " {§وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} [الأحزاب: 14] أَيْ لَوْ دُخِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} [الأحزاب: 14] أَيِ الشِّرْكَ {لَآتَوْهَا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: لَأَعْطَوْهَا {وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: إِلَّا أَعْطُوهُ طَيِّبَةٌ بِهِ أَنْفُسُهُمْ مَا يَحْتَبِسُونَهُ "
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ " {§وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا} [الأحزاب: 14] يَقُولُ: لَوْ دُخِلَتِ الْمَدِينَةُ عَلَيْهِمْ مِنْ نَوَاحِيهَا {ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا} [الأحزاب: 14] سُئِلُوا أَنْ يَكْفُرُوا لَكَفَرُوا قَالَ: وَهَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ لَوْ دَخَلَتْ عَلَيْهِمُ الْجُيُوشُ، وَالَّذِينَ يُرِيدُونَ قِتَالَهُمْ ثُمَّ سُئِلُوا أَنْ يَكْفُرُوا لَكَفَرُوا؛ قَالَ:
الصفحة 45