كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 19)
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28] . إِلَى قَوْلِهِ: {أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: «§خَيَّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فِي شَيْءٍ كُنَّ أَرَدْنَهُ مِنَ الدُّنْيَا»
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: " §فِي غَيْرَةٍ كَانَتْ غَارَتْهَا عَائِشَةُ، وَكَانَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ، خَمْسٌ مِنْ قُرَيْشٍ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ صَفِيَّةُ ابْنَةُ حُيَيٍّ الْخَيْبَرِيَّةُ، وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، فَلَمَّا اخْتَارَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، رُئِيَ الْفَرَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَتَابَعْنَ كُلُّهُنَّ عَلَى ذَلِكَ وَاخْتَرْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ "
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} [الأحزاب: 28] . إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمًا} [النساء: 27] قَالَا: «§أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ»
قَالَ قَتَادَةُ: " §وَهِيَ غَيْرَةٌ مِنْ عَائِشَةَ فِي شَيْءٍ أَرَادَتْهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَكَانَ تَحْتَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ -[87]- الْهِلَالِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ؛ فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ، وَكَانَتْ أَحَبَّهُنَّ إِلَيْهِ؛ فَلَمَّا اخْتَارَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، رُئِيَ الْفَرَحُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَابَعْنَ عَلَى ذَلِكَ "
الصفحة 86