كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 20)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ {§وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] قَالَ: «لَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ كُفَّارًا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ قَالَ ثَنَا أَسْبَاطُ، عَنِ السُّدِّيِّ، {§وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ، أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] يَقُولُ: «كُفَّارًا عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: اجْتِمَاعُهُمْ عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا وَتَرْكِ طَلَبِ الْآخِرَةِ وَقَالَ: مَعْنَى الْكَلَامِ: وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً عَلَى طَلَبِ الدُّنْيَا وَرَفْضِ الْآخِرَةِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف: 33] قَالَ: «لَوْلَا أَنْ يَخْتَارَ النَّاسُ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، لَجَعَلْنَا هَذَا لِأَهْلِ الْكُفْرِ»
§وَقَوْلُهُ: {لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [الزخرف: 33] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ فِي الدُّنْيَا سُقُفًا، يَعْنِي أَعَالِي بُيُوتِهِمْ، وَهِيَ السُّطُوحُ فِضَّةً
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، {§لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ} [الزخرف: 33] السَّقْفُ: «أَعْلَى الْبُيُوتِ» وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي تَكْرِيرِ اللَّامِ الَّتِي فِي قَوْلِهِ: {لِمَنْ يَكْفُرُ} [الزخرف: 33]
الصفحة 588