كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 20)

حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {§وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} [الزخرف: 45] فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ «سَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ» يَعْنِي: مُؤْمِنِي أَهْلِ الْكِتَابِ وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ الَّذِي أُمِرَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ جُمِعُوا لَهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ} [الزخرف: 45] الْآيَةَ قَالَ: " جُمِعُوا لَهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَمَّهُمْ، وَصَلَّى بِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: سَلْهُمْ قَالَ: فَكَانَ أَشَدَّ إِيمَانًا وَيَقِينًا بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَسْأَلَهُمْ، وَقَرَأَ {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ فِي شَكٍّ، وَلَمْ يَسْأَلِ الْأَنْبِيَاءَ، وَلَا الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ قَالَ: وَنَادَى جِبْرَائِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: الْآنَ يَؤُمُّنَا أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ؛ قَالَ: فَدَفَعَ جِبْرَائِيلُ فِي ظَهْرِي قَالَ: تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ فَصَلِّ، وَقَرَأَ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1] حَتَّى بَلَغَ {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء: 1] "

الصفحة 605