كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 20)
وَحُدِّثْتُ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: ثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، " أَنَّ §عَاصِمًا، تَرَكَ (يَصُدُّونَ) مِنْ قِرَاءَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَرَأَ: {يَصِدُّونَ} [النساء: 61] "
قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَقِيَ ابْنَ أَخِي عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ: " إِنَّ عَمَّكَ لَعَرَبِيُّ، فَمَا لَهُ يَلْحَنُ فِي قَوْلِهِ: «§إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصُدُّونَ» ، وَإِنَّمَا هِيَ {يَصِدُّونَ} [النساء: 61] " وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قَرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، وَلُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَلَمْ نَجِدْ أَهْلَ التَّأْوِيلِ فَرَّقُوا بَيْنَ مَعْنَى ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وَلَوْ كَانَ مُخْتَلِفًا مَعْنَاهُ، لَقَدْ كَانَ الِاخْتِلَافُ فِي تَأْوِيلِهِ بَيْنَ أَهْلِهِ مَوْجُودًا وُجُودَ اخْتِلَافِ الْقِرَاءَةِ فِيهِ بِاخْتِلَافِ اللُّغَتَيْنِ، وَلَكِنْ لَمَّا لَمْ يَكُنْ مُخْتَلِفَ الْمَعْنَى لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أَنَّ تَأْوِيلَهُ: يَضِجُّونَ وَيَجْزَعُونَ، فَبِأَيِّ الْقِرَاءَتَيْنِ قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
ذِكْرُ مَا قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلَهُ: {§إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] قَالَ: «يَضِجُّونَ»
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ -[625]- أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {§إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] يَقُولُ: «يَضِجُّونَ»
الصفحة 624