كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

§وَقَوْلُهُ: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 28] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا، يُقَالُ لَهَا: الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ: أَيْ تُثَابُونَ وَتُعْطُونَ أُجُورَ مَا كُنْتُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ جَزَاءِ الْأَعْمَالِ تَعْمَلُونَ بِالْإِحْسَانِ الْإِحْسَانَ، وَبِالْإِسَاءَةِ جَزَاءَهَا
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لِكُلِّ أُمَّةٍ دُعِيَتْ فِي الْقِيَامَةِ إِلَى كِتَابِهَا الَّذِي أَمْلَتْ -[104]- عَلَى حَفَظَتِهَا فِي الدُّنْيَا {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 28] فَلَا تَجْزَعُوا مِنْ ثَوَابِنَاكُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَإِنَّكُمْ يُنْطَقُ عَلَيْكُمْ إِنْ أَنْكَرْتُمُوهُ بِالْحَقِّ فَاقْرَأُوهُ {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] يَقُولُ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَكْتِبُ حَفَظَتَنَا أَعْمَالَكُمْ، فَتُثْبِتُهَا فِي الْكُتُبِ وَتَكْتُبُهَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 103