كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

§وَقَوْلُهُ: {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ} [العنكبوت: 25] يَقُولُ: وَمَأْوَاكُمُ الَّتِي تَأْوُونَ إِلَيْهَا نَارُ جَهَنَّمَ {وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [العنكبوت: 25] يَقُولُ: وَمَا لَكُمْ مِنْ مُسْتَنْقِذٍ يُنْقِذُكُمُ الْيَوْمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَلَا مُنْتَصِرٍ يَنْتَصِرُ لَكُمْ مِمَّنْ يُعَذِّبُكُمْ، فَيَسْتَنْقِذُ لَكُمْ مِنْهُ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [الجاثية: 35] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: يُقَالُ لَهُمْ: هَذَا الَّذِي حَلَّ بِكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ الْيَوْمَ {بِأَنَّكُمْ} [الجاثية: 35] فِي الدُّنْيَا {اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [الجاثية: 35] وَهِيَ حُجَجُهُ وَأَدِلَّتُهُ وَآي كِتَابِهِ الَّتِي أَنْزَلَهَا عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {هُزُوًا} [البقرة: 67] يَعْنِي سُخْرِيَةً تَسْخَرُونَ مِنْهَا {وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الجاثية: 35] يَقُولُ: وَخَدَعَتْكُمْ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَآثَرْتُمُوهَا عَلَى الْعَمَلِ لِمَا يُنْجِيكُمُ الْيَوْمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} [الجاثية: 35] مِنَ النَّارِ {وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [النحل: 84] يَقُولُ: وَلَا هُمْ يُرَدُّونَ إِلَى الدُّنْيَا لِيَتُوبُوا وَيُرَاجِعُوا الْإِنَابَةَ مِمَّا عُوقِبُوا عَلَيْهِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ} [الجاثية: 36] عَلَى نِعَمِهِ وَأَيَادِيهِ عِنْدَ خَلْقِهِ، فَإِيَّاهُ فَاحْمَدُوا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ كُلَّ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْهُ دُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ آلِهَةٍ

الصفحة 109