كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

§وَقَوْلُهُ: {وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف: 15] ذَلِكَ حِينَ تَكَامَلَتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَسُيِّرَ عَنْهُ جَهَالَةُ شَبَابِهِ وَعَرَفَ الْوَاجِبَ لِلَّهِ مِنَ الْحَقِّ فِي بِرِّ وَالِدَيْهِ
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، {§وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف: 15] «وَقَدْ مَضَى مِنْ سَيِّئِ عَمَلِهِ»
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ {§وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} [الأحقاف: 15] «حَتَّى بَلَغَ» {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15] «وَقَدْ مَضَى مِنْ سِيءَ عَمَلِهِ مَا مَضَى»
§وَقَوْلُهُ: {قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدِيَّ} [الأحقاف: 15] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ الَّذِي هَدَاهُ اللَّهُ لِرُشْدِهِ، وَعَرَفَ حَقَّ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيمَا أَلْزَمَهُ مِنْ بِرِّ وَالِدَيْهِ {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} [النمل: 19] يَقُولُ: أَغْرِنِي بِشُكْرِ نِعْمَتِكَ الَّتِي أُنْعِمَتْ عَلَيَّ فِي تَعْرِيفِكَ إِيَّايَ تَوْحِيدِكَ وَهِدَايَتِكَ لِي لِلْإِقْرَارِ بِذَلِكَ، وَالْعَمَلِ بِطَاعَتِكَ {وَعَلَى وَالِدِيَّ} [النمل: 19] مِنْ قَبْلِي، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِكَ عَلَيْنَا، وَأَلْهِمْنِي ذَلِكَ وَأَصْلُهُ مِنْ وَزِعْتُ الرَّجُلَ عَلَى كَذَا: إِذَا دَفَعْتُهُ عَلَيْهِ -[141]- وَكَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ

الصفحة 140