كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: {§وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ} [محمد: 13] قَالَ: «هِيَ مَكَّةُ»
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ {§وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ} [محمد: 13] قَالَ: «قَرْيَتُهُ مَكَّةُ»
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُبَيْشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْغَارِ، أَرَاهُ قَالَ: الْتَفَتَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: «§أَنْتِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَأَنْتِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيَّ، فَلَوْ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يُخْرِجُونِي لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ، فَأَعْتَى الْأَعْدَاءِ مَنْ عَتَا عَلَى اللَّهِ فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ} [محمد: 13] " وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَخْرَجَتْكَ، فَأَخْرَجَ الْخَبَرَ عَنِ الْقَرْيَةِ، فَلِذَلِكَ أَنَّثَ، ثُمَّ قَالَ: أَهْلَكْنَاهُمْ، لِأَنَّ الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ أَخْرَجَتْكَ، مَا وَصَفْتُ مِنْ أَنَّهُ أُرِيدَ -[199]- بِهِ أَهْلُ الْقَرْيَةِ، فَأُخْرِجَ الْخَبَرُ مَرَّةً عَلَى اللَّفْظِ، وَمَرَّةً عَلَى الْمَعْنَى

الصفحة 198