كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

§وَقَوْلُهُ: {فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَوْلَى لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ. وَقَوْلُهُ: {فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20] وَعِيدٌ تَوَعَّدَ اللَّهُ بِهِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ
كَمَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، {§فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20] قَالَ: " هَذِهِ وَعِيدٌ، فَأَوْلَى لَهُمْ، ثُمَّ انْقَطَعَ الْكَلَامُ فَقَالَ: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21] "
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ {§فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20] قَالَ: «وَعِيدٌ كَمَا تَسْمَعُونَ»
§وَقَوْلُهُ: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21] وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ عَنْ قِيلِ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ مِنْ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَيُذْكَرُ فِيهَا الْقِتَالُ، وَأَنَّهُمْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ مُفْتَرِضٌ عَلَيْكُمُ الْجِهَادَ، قَالُوا: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ {إِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} [التوبة: 86] وَفُرِضَ الْقِتَالُ فِيهَا عَلَيْهِمْ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَكَرِهُوهُ {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21] قَبْلَ وجُوبِ الْفَرْضِ عَلَيْكُمْ، فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ كَرِهْتُمُوهُ وَشَقَّ عَلَيْكُمْ
§وَقَوْلُهُ: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21] مَرْفُوعٌ بِمُضْمَرٍ، وَهُوَ قَوْلُكُمْ قَبْلَ نُزُولِ فَرْضِ الْقِتَالِ {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21]
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِإِسْنَادٍ غَيْرِ مُرْتَضًى أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {§فَأَوْلَى -[212]- لَهُمْ} [محمد: 20] ثُمَّ قَالَ " لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21] " فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ تَمَامُ الْوَعِيدِ فَأَوْلَى، ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ بَعْدُ، فَيُقَالُ لَهُمْ {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} [محمد: 21] فَتَكُونُ الطَّاعَةُ مَرْفُوعَةً بِقَوْلِهِ: {لَهُمْ} [محمد: 20] وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَقُولُ فِي ذَلِكَ

الصفحة 211