كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، {§فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} [محمد: 21] يَقُولُ: «طَوَاعِيَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ حَقَائِقِ الْأُمُورِ خَيْرٌ لَهُمْ»
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَقُولُ: «§طَاعَةُ اللَّهِ وَقَوْلٌ بِالْمَعْرُوفِ عِنْدَ حَقَائِقِ الْأُمُورِ خَيْرٌ لَهُمْ»
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَفَ أَنَّهُمْ إِذَا نَزَلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ، وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ نَظَرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} [محمد: 22] أَيُّهَا الْقَوْمُ، يَقُولُ: فَلَعَلَّكُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عَنْ تَنْزِيلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَفَارَقْتُمْ أَحْكَامَ كِتَابِهِ، وَأَدْبَرْتُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمَّا جَاءَكُمْ بِهِ {أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [محمد: 22] يَقُولُ: أَنْ تَعْصُوا اللَّهَ فِي الْأَرْضِ، فَتَكْفُرُوا بِهِ، وَتَسْفِكُوا فِيهَا الدِّمَاءَ {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] وَتَعُودُوا لِمَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ فِي جَاهِلِيَّتِكُمْ مِنَ التَّشَتُّتِ وَالتَّفَرُّقِ بَعْدَ مَا قَدْ جَمَعَكُمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، وَأَلَفَّ بِهِ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: {§فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ} [محمد: 22] الْآيَةَ يَقُولُ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ كَيْفَ رَأَيْتُمْ الْقَوْمَ حِينَ تَوَلَّوْا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ، -[214]- أَلَمْ يَسْفِكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَقَطَعُوا الْأَرْحَامَ، وَعَصَوُا الرَّحْمَنَ "

الصفحة 213