كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ {§وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} [محمد: 30] قَالَ: " هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونِ، قَالَ: وَقَدْ أَرَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُمْ، وَأَمَرَ بِهِمْ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ تَمَسَّكُوا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؛ فَلَمَّا أَبَوْا إِلَّا أَنْ تَمَسَّكُوا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حُقِنَتْ دِمَاؤُهُمْ، وَنَكَحُوا وَنُوكِحُوا بِهَا "
§وَقَوْلُهُ: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30] يَقُولُ: وَلَتَعْرِفَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِمْ نَحْوَهُ
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30] قَالَ قَوْلُهُمْ: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 30] «لَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْعَامِلُ مِنْكُمْ بِطَاعَتِهِ، وَالْمُخَالِفُ ذَلِكَ، وَهُوَ مُجَازِي جَمِيعِكُمْ عَلَيْهَا»
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلَوَا أَخْبَارَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ بِهِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَنَبْلَوَنَّكُمْ} [البقرة: 155] أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِالْقَتْلِ، وَجِهَادِ أَعْدَاءِ اللَّهِ {حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ} [محمد: 31] يَقُولُ: حَتَّى يَعْلَمَ حِزْبِي وَأَوْلِيَائِي أَهْلَ الْجِهَادِ فِي اللَّهِ مِنْكُمْ، وَأَهْلَ الصَّبْرِ عَلَى قِتَالِ أَعْدَائِهِ، فَيَظْهَرَ ذَلِكَ لَهُمْ، وَيُعْرَفَ ذَوُو الْبَصَائِرِ مِنْكُمْ فِي دِينِهِ مِنْ ذَوِي الشَّكِّ وَالْحَيْرَةِ فِيهِ -[224]- وَأَهْلُ الْإِيمَانِ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ وَنَبْلُو أَخْبَارَكُمْ، فَنَعْرِفُ الصَّادِقَ مِنْكُمْ مِنَ الْكَاذِبِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 223