كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {أَنْ أَدُّوا، إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} [الدخان: 18] قَالَ: يَقُولُ: «§أَرْسِلْ عِبَادَ اللَّهِ مَعِي، يَعْنِي بَنِي إِسْرَائِيلَ» ، وَقَرَأَ {فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ} [طه: 47] قَالَ: «ذَلِكَ قَوْلُهُ» : {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} [الدخان: 18] قَالَ: «رُدَّهُمْ إِلَيْنَا»
§وَقَوْلُهُ: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الشعراء: 107] يَقُولُ: إِنِّي لَكُمْ أَيُّهَا الْقَوْمُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ لَا يُدْرِكْكُمْ بَأْسُهُ عَلَى كُفْرِكُمْ بِهِ، {أَمِينٌ} [الأعراف: 68] يَقُولُ: أَمِينٌ عَلَى وَحْيِهِ وَرِسَالَتِهِ الَّتِي أَوْعَدَنِيهَا إِلَيْكُمْ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ} [الدخان: 20] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ، أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ، وَبِأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ وَعَنَى بِقَوْلِهِ: {أَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} [الدخان: 19] أَنْ لَا تَطْغَوْا وَتَبْغُوا عَلَى رَبِّكُمْ، فَتَكْفُرُوا بِهِ وَتَعْصُوهُ، فَتُخَالِفُوا أَمْرَهُ {إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 19] يَقُولُ: إِنِّي آتِيكُمْ بِحُجَّةٍ عَلَى حَقِيقَةِ مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ، وَبُرْهَانٍ عَلَى صِحَّتِهِ، مُبِينٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهَا وَتَدَبَّرَهَا أَنَّهَا -[31]- حُجَّةٌ لِي عَلَى صِحَّةِ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 30