كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

§سُورَةُ الدُّخَانِ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا تِسْعٌ وَخَمْسُونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الدخان: 2] قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الزخرف: 1]
§وَقَوْلُهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] أَقْسَمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَذَا الْكِتَابِ، أَنَّهُ أَنْزَلَهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، أَيُّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي السَّنَةِ هِيَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، {§إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] لَيْلَةِ الْقَدْرِ، «وَنَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ لَسِتِّ لَيَالٍ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَنَزَلَ الزَّبُورُ لَسِتَّ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَنَزَلَ الْإِنْجِيلُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَنَزَلَ الْفُرْقَانُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ -[6]- مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ»

الصفحة 5