كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: {§إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} [الدخان: 51] «إِي وَاللَّهِ، أَمِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَالْأَنْصَابِ وَالْأَحْزَانِ»
§وَقَوْلُهُ: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: 45] الْجَنَّاتُ وَالْعُيُونُ تَرْجَمَةٌ عَنِ الْمَقَامِ الْأَمِينِ، وَالْمَقَامُ الْأَمِينُ: هُوَ الْجَنَّاتُ وَالْعُيُونُ، وَالْجَنَّاتُ: الْبَسَاتِينُ، وَالْعُيُونُ: عُيُونُ الْمَاءِ الْمُطْرَدِ فِي أُصُولِ أَشْجَارِ الْجَنَّاتِ
§وَقَوْلُهُ: {يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسِ} [الدخان: 53] يَقُولُ: يَلْبَسُ هَؤُلَاءِ الْمُتَّقُونَ فِي هَذِهِ الْجَنَّاتِ مِنْ سُنْدُسٍ، وَهُوَ مَا رَقَّ مِنَ الدِّيبَاجِ وَإِسْتَبْرَقٍ: وَهُوَ مَا غِلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ
كَمَا: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ: {§مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31] قَالَ: " الْإِسْتَبْرَقُ: الدِّيبَاجُ الْغَلِيظُ " وَقِيلَ: {يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسِ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الدخان: 53] وَلَمْ يَقُلْ لِبَاسًا، اسْتِغْنَاءً بِدِلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَى مَعْنَاهُ
§وَقَوْلُهُ: {مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] يَعْنِي أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ يُقَابِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْوُجُوهِ، وَلَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ فِي قَفَا بَعْضٍ وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَةَ بِذَلِكَ فِيمَا مَضَى، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ

الصفحة 64