كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 21)

§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الجاثية: 10] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمِنْ وَرَاءِ هَؤُلَاءِ الْمُسْتَهْزِئِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ، يَعْنِي مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَقَدْ بَيَّنَّا الْعِلَّةَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا قِيلَ لِمَا أَمَامَكَ، هُوَ وَرَاءَكَ، فِيمَا مَضَى بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ؛ يَقُولُ: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ نَارُ جَهَنَّمَ هُمْ وَارِدُوهَا، وَلَا يُغْنِيهِمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا: يَقُولُ: وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ إِذَا هُمْ عُذِّبُوا بِهِ مَا كَسَبُوا فِي الدُّنْيَا مِنْ مَالٍ وَوَلَدٍ شَيْئًا
§وَقَوْلُهُ: {وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} [الجاثية: 10] يَقُولُ: وَلَا آلِهَتُهُمُ الَّتِي عَبَدُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَرُؤَسَاؤُهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ أَطَاعُوهُمْ فِي الْكُفْرِ بِاللَّهِ، وَاتَّخَذُوهُمْ نُصَراءَ فِي الدُّنْيَا، تُغْنِي عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ شَيْئًا {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 7] يَقُولُ: وَلَهُمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ عَذَابٌ فِي جَهَنَّمَ عَظِيمٌ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٍ} [الجاثية: 11]-[78]- يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَذَا الْقُرْآنُ الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ عَلَى مُحَمَّدٍ هُدًى: يَقُولُ: بَيَانٌ وَدَلِيلٌ عَلَى الْحَقِّ، يَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، مَنِ اتَّبَعَهُ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} [الجاثية: 11] يَقُولُ: وَالَّذِينَ جَحَدُوا مَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّاتِ عَلَى الْحَقِّ، وَلَمْ يُصَدِّقُوا بِهَا، وَيَعْمَلُوا بِهَا، لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُوجِعٌ

الصفحة 77