كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَيْرَوتِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: " §لَمَّا هَبَّتِ الرِّيحُ قَامَ سَبْعَةٌ مِنْ عَادٍ، فَقَالُوا: نَرُدُّ الرِّيحَ، فَأَتَوْا فَمَ الشِّعْبِ الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ الرِّيحُ، فَوَقَفُوا عَلَيْهِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَهُبُّ، فَتَدْخُلُ تَحْتَ وَاحِدٍ وَاحِدٍ، فَتَقْتَلِعُهُ مِنَ الْأَرْضِ فَتَرْمِي بِهِ عَلَى رَأْسِهِ، فَتَنْدَقُّ رَقَبَتُهُ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ بِسِتَّةٍ مِنْهُمْ، وَتَرَكَتْهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20] وَبَقِيَ الْخَلَجَانُ فَأَتَى هُودًا فَقَالَ: يَا هُودُ مَا هَذَا الَّذِي أَرَى فِي السَّحَابِ كَهَيْئَةِ الْبَخَاتِيِّ؟ قَالَ: تِلْكَ مَلَائِكَةُ رَبِّي قَالَ: مَالِي إِنْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: تَسْلَمْ قَالَ: أَيُقِيدُنِي رَبُّكَ إِنْ أَسْلَمْتُ مِنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: وَيْلَكَ أَرَأَيْتَ مَلِكًا يُقِيدُ جُنُودَهُ؟ فَقَالَ: وَعِزَّتِهِ لَوْ فَعَلَ مَا رَضِيتُ قَالَ: ثُمَّ مَالَ إِلَى جَانِبِ الْجَبَلِ، فَأَخَذَ بِرُكْنٍ مِنْهُ فَهَزَّهُ، فَاهْتَزَّ فِي يَدِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ
لَمْ يَبْقَ إِلَّا الْخَلَجَانُ نَفْسُهُ ... يَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ دَهَانِي أَمْسُهُ

الصفحة 136