كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، {§لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33] قَالَ: «إِلَّا بِسُلْطَانٍ مِنَ اللَّهِ، إِلَّا بِمَلَكَةٍ مِنْهُ»
حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ {§لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33] يَقُولُ «إِلَّا بِمَلَكَةٍ مِنَ اللَّهِ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى ذَلِكَ: إِلَّا بِحُجَّةٍ وَبَيِّنَةٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ مَعْنَى السُّلْطَانِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَقَدْ يَدْخُلُ الْمَلَكُ فِي ذَلِكَ، لِأَنَّ الْمَلَكَ حُجَّةٌ
§وَقَوْلُهُ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَبِأَيِّ نِعَمِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مَعْشَرَ الثَّقَلَيْنِ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ، مِنَ التَّسْوِيَةِ بَيْنَ جَمِيعِكُمْ، لَا يَقْدِرُونَ عَلَى خِلَافِ أَمْرٍ أَرَادَهُ بِكُمْ تُكَذِّبَانِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 36] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا} [الرحمن: 35] أَيُّهَا الثَّقَلَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} [الرحمن: 35] وَهُوَ لَهَبُهَا مِنْ حَيْثُ تَشْتَعِلُ وتَؤَجِّجُ بِغَيْرِ دُخَانٍ كَانَ فِيهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ:
إِنَّ لَهُمْ مِنْ وَقْعِنَا أَقْيَاظَا ... -[222]- وَنَارُ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشُّوَاظَا
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

الصفحة 221