كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، {§تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 22] قَالَ: «مَنْقُوصَةٌ» وَقَالَ آخَرُونَ: قِسْمَةٌ مُخَالِفَةٌ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§تِلْكَ إِذَا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: 22] قَالَ: «جَعَلُوا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَنَاتٍ، وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ لِلَّهِ بَنَاتٍ، وَعَبَدُوهُمْ» ، وَقَرَأَ {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ وَإِذَا بُشِّرَ} [الزخرف: 17] الْآيَةَ، وَقَرَأَ {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ} [النحل: 57] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَقَالَ: «دَعَوْا لِلَّهِ وَلَدًا، كَمَا دَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى» ، وَقَرَأَ {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [البقرة: 118] قَالَ: " وَالضِّيزَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الْمُخَالَفَةُ "، وَقَرَأَ {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} [النجم: 23]
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ الَّتِي سَمَّيْتُمُوهَا وَهِيَ اللَّاتُ -[55]- وَالْعُزَّى وَمَنَاةُ الثَّالِثَةُ الْأُخْرَى، إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ أَيُّهَا الْمُشْرِكُونَ بِاللَّهِ، وَآبَاؤُكُمْ مِنْ قَبْلِكُمْ، مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا، يَعْنِي بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، يَقُولُ: لَمْ يُبِحِ اللَّهُ ذَلِكَ لَكُمْ، وَلَا أَذِنَ لَكُمْ بِهِ كَمَا حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ سُلْطَانٍ} [الأعراف: 71] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

الصفحة 54