كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، {§فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10] قَالَ: الزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ غَيْرَ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَأَبِي عَمْرٍو: {وَأَكُنْ} [يوسف: 33] جَزْمًا عَطْفًا بِهَا عَلَى تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {فَأَصَّدَّقَ} [المنافقون: 10] لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ الْفَاءُ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: {فَأَصَّدَّقَ} [المنافقون: 10] لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ الْفَاءُ كَانَ جَزْمًا. وَقَرَأَ ذَلِكَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو عَمْرٍو: (وَأَكُونَ) بِإِثْبَاتِ الْوَاوِ وَنَصْبِ (وَأَكُونَ) عَطْفًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ: {فَأَصَّدَّقَ} [المنافقون: 10] فَنَصْبُ قَوْلِهِ (وَأَكُونَ) إِذْ كَانَ قَوْلُهُ: {فَأَصَّدَّقَ} [المنافقون: 10] نَصَبًا. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
§وَقَوْلُهُ: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: 11] يَقُولُ: لَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ فِي أَجَلِ أَحَدٍ فَيَمُدَّ لَهُ فِيهِ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ، وَلَكِنَّهُ يَخْتَرِمُهُ. {وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 153] يَقُولُ: وَاللَّهُ ذُو خِبْرَةٍ وَعِلْمٍ بِأَعْمَالِ عَبِيدِهِ هُوَ بَجَمِيعِهَا مُحِيطٌ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَهُوَ مُجَازِيهِمْ بِهَا، الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ، وَالْمُسِيءُ بِإِسَاءَتِهِ.

الصفحة 673