كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

§وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: {وَمَا غَوَى} [النجم: 2] : وَمَا صَارَ غَوِيًّا، وَلَكِنَّهُ رَشِيدٌ سَدِيدٌ؛ يُقَالُ: غَوَى يَغْوِي مِنَ الْغَيِّ، وَهُوَ غَاو، وَغَوِيَ يَغْوَى مِنَ اللَّبَنِ: إِذَا بَشِمَ وَقَوْلُهُ: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ} [النجم: 2] جَوَابُ قَسَمِ وَالنَّجْمِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} [النجم: 4] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا يَنْطِقُ مُحَمَّدٌ بِهَذَا الْقُرْآنِ عَنْ هَوَاهُ {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4] يَقُولُ: مَا هَذَا الْقُرْآنُ إِلَّا وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ يُوحِيهِ إِلَيْهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: {§وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3] : «أَيْ مَا يَنْطِقُ عَنْ هَوَاهُ» {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4] قَالَ: «يُوحِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَبْرَائِيلَ، وَيُوحِي جِبْرِيلُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَقِيلَ: عَنَى بِقَوْلِهِ: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3] بِالْهَوَى
§وَقَوْلُهُ: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 5] : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: عَلَّمَ

الصفحة 8