كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم: 54] قَالَ: «الْحِجَارَةُ الَّتِي رَمَاهُمْ بِهَا مِنَ السَّمَاءِ»
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَبِأَيٍّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} [النجم: 56] يَقُولُ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم: 55] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَبِأَيِّ نِعْمَاتِ رَبِّكَ يَا ابْنَ آدَمَ الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْكَ تَرْتَابُ وَتَشُكُّ وَتُجَادِلُ، وَالْآلَاءُ: جَمْعُ إِلَى وَفِي وَاحِدِهَا لُغَاتٌ ثَلَاثَةٌ: إِلْي عَلَى مِثَالِ عِلْي، وَأَلْي عَلَى مِثَالِ عَلْي، وَأَلَى عَلَى مِثَالِ عَلَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: {§فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم: 55] يَقُولُ: «فَبِأَيِّ نِعَمِ اللَّهِ تَتَمَارَى يَا ابْنَ آدَمَ»
وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ {§فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم: 55] قَالَ: بِأَيِّ نِعَمِ رَبِّكَ تَتَمَارَى "
§وَقَوْلُهُ: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 56] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى} [النجم: 56] وَوَصْفَهُ إِيَّاهُ بِأَنَّهُ مِنَ النُّذُرِ -[93]- الْأُولَى وَهُوَ آخِرُهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّهُ نَذِيرٌ لِقَوْمِهِ، وَكَانَتِ النُّذُرُ الَّذِينَ قَبْلَهُ نُذُرًا لِقَوْمِهِمْ، كَمَا يُقَالُ: هَذَا وَاحِدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ، وَوَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ

الصفحة 92