كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 22)

ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {§أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم: 57] «مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، عَظَّمَهُ اللَّهُ، وَحَذَّرَهُ عِبَادَهُ»
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَا: ثَنَا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم: 57] قَالَ: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ»
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} [النجم: 57] قَالَ: «السَّاعَةُ»
§وَقَوْلُهُ: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} [النجم: 58] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَيْسَ لِلْآزِفَةِ الَّتِي قَدْ أَزِفَتْ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي قَدْ دَنَتْ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفٌ، يَقُولُ: لَيْسَ تَنْكَشِفُ فَتَقُومُ إِلَّا بِإِقَامَةِ اللَّهِ إِيَّاهَا، وَكَشْفِهَا دُونَ مَنْ سِوَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهَا مَلَكًا مُقَرَّبًا، -[96]- وَلَا نَبِيًّا مُرْسَلًا وَقِيلَ: كَاشِفَةٌ، فَأُنِّثَتْ، وَهِيَ بِمَعْنَى الِانْكِشَافِ؛ كَمَا قِيلَ: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 8] بِمَعْنَى: فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَقَاءٍ؛ وَكَمَا قِيلَ: الْعَاقِبَةُ وَمَالَهُ مِنْ نَاهِيَةٍ، وَكَمَا قِيلَ {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة: 2] بِمَعْنَى تَكْذِيبٍ، {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13] بِمَعْنَى خِيَانَةٍ

الصفحة 95