كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 23)

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ، ثُمَّ صَوَّرَكُمْ، ثُمَّ رَزَقَكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ غَيْرَهُ أَنْ يُوَلَّى كُلُّ عَبْدٍ مِنْكُمُ مَا تَوَلَّى، فَيَقُولُونَ: بَلَى، قَالَ: §فَيُمَثَّلُ لِكُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، وَيَبْقَى أَهْلُ الدَّعْوَةِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَنْتَظِرُونَ، ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِرُ أَنْ يُنَادَى بِنَا، فَيَجِيءُ إِلَيْهِمْ فِي صُورَةٍ، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، فَيُكْشَفُ عَمَّا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُكْشَفَ قَالَ: فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا إِلَّا الْمُنَافِقِينَ، فَإِنَّهُ يَصِيرُ فَقَارُ أَصْلَابِهِمْ عَظْمًا وَاحِدًا مِثْلُ صَيَاصِي الْبَقَرِ، فَيُقَالَ لَهُمُ: ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا طُولٌ
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَكَنٍ، قَالَ: حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ: §يَقُومُ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَرْبَعِينَ عَامًا، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، حُفَاةً عُرَاةً، يُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ، وَلَا يُكَلِّمُهُمْ بَشَرٌ أَرْبَعِينَ عَامًا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ، أَنْ يُوَلَّى كُلُّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا؟ قَالُوا: نَعَمْ؟ قَالَ: فَيُرْفَعُ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؛ قَالَ: وَيُمَثَّلُ لِكُلِّ قَوْمٍ، يَعْنِي آلِهَتَهُمْ، فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تَقْذِفَهُمْ فِي النَّارِ، فَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيُقَالُ: -[191]- أَلَا تَذْهَبُونَ فَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، قَالَ: وَتَعْرِفُونَهُ؟ فَقَالُوا: إِنِ اعْتَرَفَ لَنَا، قَالَ: فَيَتَجَلَّى فَيَخِرُّ مَنْ كَانَ يَعْبُدُهُ سَاجِدًا، قَالَ: وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ لَا يَسْتَطِيعُونَ كَأَنَّ فِي ظُهُورِهِمُ السَّفَافِيدُ. قَالَ: فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيُسَاقُونَ إِلَى النَّارِ، فَيُقْذَفُ بِهِمْ، وَيَدْخُلُ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيُسْتَقْبَلُونَ فِي الْجَنَّةِ بِمَا يُسْتَقْبَلُونَ بِهِ مِنَ الثَّوَابِ وَالْأَزْوَاجِ وَالْحُورِ الْعِينِ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي الْجَنَّةِ كَذَا وَكَذَا، بَيْنَ كُلِّ جَنَّةٍ كَذَا وَكَذَا، بَيْنَ أَدْنَاهَا وَأَقْصَاهَا أَلْفُ سَنَةٍ هُوَ يَرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا؛ قَالَ: وَيَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلًا حَسَبَ أَنَّهُ رَبُّهُ، فَيَقُولُ لَهُ: لَا تَفْعَلْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَقَهْرَمَانُكَ عَلَى أَلْفِ قَرْيَةٍ. قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ: يَا كَعْبُ، أَلَا تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ

الصفحة 190