كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 23)

§وَقَوْلُهُ: {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} [القيامة: 38] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ كَانَ دَمًا مِنْ بَعْدِ مَا كَانَ نُطْفَةٍ، ثُمَّ عَلَقَةً، ثُمَّ سَوَّاهُ بَشَرًا سَوِيًّا، نَاطِقًا سَمِيعًا بَصِيرًا. {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [القيامة: 39] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَجَعَلَ مِنْ هَذَا الْإِنْسَانِ بَعْدَ مَا سَوَّاهُ خَلْقًا سَوِيًّا أَوْلَادًا لَهُ، ذُكُورًا وَإِنَاثًا. {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَلَيْسَ الَّذِي فَعَلَ ذَلِكَ فَخَلَقَ هَذَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ عَلَقَةٍ حَتَّى صَيَّرَهُ إِنْسَانًا سَوِيًّا، لَهُ أَوْلَادٌ ذُكُورٌ وَإِنَاثٌ، بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى مِنْ مَمَاتِهِمْ، فَيُوجِدُهُمْ كَمَا كَانُوا مِنْ قَبْلِ مَمَاتِهِمْ. يَقُولُ: مَعْلُومٌ أَنَّ الَّذِيَ قَدَرَ عَلَى خَلْقِ الْإِنْسَانِ مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى، حَتَّى صَيَّرَهُ بَشَرًا سَوِيًّا، لَا يُعْجِزُهُ إِحْيَاءُ مَيِّتٍ مِنْ

الصفحة 527