كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 24)

§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 6] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى بِمَالِهِ. فَأَنْتَ لَهُ تَتَعَرَّضُ، رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، {§أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} [عبس: 6] قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْعَبَّاسِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: {§أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى} [عبس: 5] قَالَ: عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ
{§وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} [عبس: 7] يَقُولُ: وَأَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ أَنْ لَا يَتَطَهَّرَ مِنْ كُفْرِهِ فَيُسْلِمَ؟
{§وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى} [عبس: 9] يَقُولُ: وَأَمَّا هَذَا الْأَعْمَى الَّذِي جَاءَكَ سَعْيًا وَهُوَ يَخْشَى اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ
{§فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 10] يَقُولُ: فَأَنْتَ عَنْهُ تُعْرِضُ، وَتَشَاغَلُ عَنْهُ بِغَيْرِهِ وَتَغَافَلُ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} [عبس: 12] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {كَلَّا} [النساء: 130] مَا الْأَمْرُ كَمَا تَفْعَلُ يَا مُحَمَّدُ، مِنْ أَنْ تَعْبَسَ فِي وَجْهِ مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى، وَتَتَصَدَّى لِمَنِ اسْتَغْنَى
{§إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} [عبس: 11] يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْعِظَةَ وَهَذِهِ السُّورَةَ {تَذْكِرَةٌ} [طه: 3] يَقُولُ: عِظَةٌ وَعِبْرَةٌ.
{§فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} [المدثر: 55]-[108]- يَقُولُ: فَمَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ذَكَرَهُ، يَقُولُ: ذَكَرَ تَنْزِيلَ اللَّهِ وَوَحْيَهُ، وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ إِنَّهَا لِلسُّورَةِ، وَفِي قَوْلِهِ ذَكَرَهُ لِلتَّنْزِيلِ وَالْوَحْيِ

الصفحة 107