كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 24)
§وَقَوْلُهُ: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} [النبأ: 17] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ يَوْمَ يَفْصِلُ اللَّهُ فِيهِ بَيْنَ خَلْقِهِ، فَيَأْخُذُ فِيهِ مِنْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، كَانَ مِيقَاتًا لِمَا أَنْفَذَ اللَّهُ لِهَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِالْبَعْثِ، وَلِضُرَبَائِهِمْ مِنَ الْخَلْقِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {§إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا} [النبأ: 17] وَهُوَ يَوْمٌ عَظَّمَهُ اللَّهُ، يَفْصِلُ اللَّهُ فِيهِ بَيْنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ بِأَعْمَالِهِمْ
§وَقَوْلُهُ: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [الأنعام: 73] تَرْجَمَ بِ {يَوْمَ يُنْفَخُ} [الأنعام: 73] عَنْ يَوْمِ الْفَصْلِ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: يَوْمُ الْفَصْلِ كَانَ أَجَلًا لِمَا وَعَدْنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ، يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ. وَقَدْ بَيَّنْتُ مَعْنَى الصُّورِ فِيمَا مَضَى قَبْلُ، وَذَكَرْتُ اخْتِلَافَ أَهْلِ الْتَأْوِيلِ فِيهِ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، -[19]- وَهُوَ قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ عِنْدَنَا
الصفحة 18