كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 24)

§وَقَوْلُهُ: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [النبأ: 20] يَقُولُ: وَنُسِفَتِ الْجِبَالُ فَاجْتُثَّتْ مِنْ أُصُولِهَا، فَصُيِّرَتْ هَبَاءً مُنْبِثًّا، لِعَيْنِ النَّاظِرِ، كَالسَّرَابِ الَّذِي يَظُنُّ مَنْ يَرَاهُ مِنْ بُعْدٍ مَاءً، وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ هَبَاءٌ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا لِلطَّاغِينَ مَآبًا لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 22] يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ ذَاتَ رَصْدٍ لِأَهْلِهَا، الَّذِينَ كَانُوا يَكْذِبُونَ فِي الدُّنْيَا بِهَا، وَبِالْمَعَادِ إِلَى اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ، وَلِغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِهَا. وَمَعْنَى الْكَلَامِ: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ ذَاتَ ارْتِقَابٍ، تَرْقُبُ مَنْ يَجْتَازُهَا وَتَرْصُدُهُمْ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} [النبأ: 21] قَالَ: أَلَا إِنَّ §عَلَى الْبَابِ الرَّصَدَ، فَمَنْ جَاءَ بِجَوَازٍ جَازَ، وَمَنْ لَمْ يَجِئْ بِجَوَازٍ احْتُبِسَ

الصفحة 20