كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 24)
وَقَرَأَ ذَلِكَ الْحَسَنُ بِكَسْرِ الطَّاءِ، وَقَالَ: §بُثَّتْ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالتَّقْدِيسُ مَرَّتَيْنِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ، أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ (طُوَى) بِالضَّمِّ وَلَمْ يُجْرُوهُ؛ وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الشَّأْمِ وَالْكُوفَةِ {طُوًى} [النازعات: 16] بِضَمِّ الطَّاءِ وَالتَّنْوِينِ
§وَقَوْلُهُ: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه: 24] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: نَادَى مُوسَى رَبَّهُ: أَنِ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَحُذِفَتْ أَنْ، إِذْ كَانَ النِّدَاءُ قَوْلًا، فَكَأَنَّهُ قِيلَ لِمُوسَى قَالَ رَبُّهُ: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْلُهُ: {إِنَّهُ طَغَى} [طه: 24] يَقُولُ: عَتَا وَتَجَاوَزَ حَدَّهُ فِي الْعُدْوَانِ، وَالتَّكَبُّرِ عَلَى رَبِّهِ
§وَقَوْلُهُ: {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: 18] يَقُولُ: فَقُلْ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَتَطَهَّرَ مِنْ دَنَسِ الْكُفْرِ، وَتُؤْمِنَ بِرَبِّكَ؟ كَمَا:
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {§هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: 18] قَالَ: إِلَى أَنْ تُسْلِمَ. قَالَ: وَالتَّزَكِّي فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ: الْإِسْلَامُ؛ وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ {وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه: 76] قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ، -[81]- وَقَرَأَ: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [عبس: 3] قَالَ: يُسْلِمُ، وَقَرَأَ: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} [عبس: 7] أَنْ لَا يُسْلِمَ
الصفحة 80