كتاب تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (اسم الجزء: 24)
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنِ الْحَكِيمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَوْلَ مُوسَى لِفِرْعَوْنَ: {هَلْ لَكَ إِلَى §أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: 18] هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {تَزَكَّى} [النازعات: 18] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ: (تَزَّكَّى) بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، وَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: إِلَى أَنْ {تَزَكَّى} [طه: 76] بِتَخْفِيفِ الزَّايِ. وَكَانَ أَبُو عَمْرٍو يَقُولُ، فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ: (تَزَّكَّى) بِتَشْدِيدِ الزَّايِ، بِمَعْنَى: تَتَصَدَّقُ بِالزَّكَاةِ، فَتَقُولُ: تَتَزَكَّى، ثُمَّ تُدْغِمُ؛ وَمُوسَى لَمْ يَدْعُ فِرْعَوْنَ إِلَى أَنْ يَتَصَدَّقَ وَهُوَ كَافِرٌ، إِنَّمَا دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: تَزَكَّى: أَيْ تَكُونُ زَاكِيًا مُؤْمِنًا، وَالتَّخْفِيفُ فِي الزَّايِ هُوَ أَفْصَحُ الْقِرَاءَتَيْنِ فِي الْعَرَبِيَّةِ
§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى فَكَذَّبَ وَعَصَى ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 20] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُوسَى: قُلْ لِفِرْعَوْنَ: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُرْشِدَكَ إِلَى مَا يُرْضِي رَبَّكَ عَنْكَ، وَذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ {فَتَخْشَى} [النازعات: 19] يَقُولُ: فَتَخْشَى عِقَابَهُ بِأَدَاءِ مَا أَلْزَمَكَ مِنْ فَرَائِضِهِ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَاكَ عَنْهُ مِنْ مَعَاصِيهِ
الصفحة 81