كتاب تاج العروس (اسم الجزء: 6)

هاكذا فِي سَائِر النّسخ، والأَوْلَى: ضَبَحَت الخَيْلُ، فِي عَدْوِهَا تَضْبَحُ (ضَبْحاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وضُبَاحاً) بالضّمّ: (أَسْمَعَتْ من أَفْوَاهِا صَوْتاً لَيْسَ بصَهِيلٍ وَلَا حَمْحمةً) . وَقيل: تَضْبَح: تَنْحِمُ، وَهُوَ صَوْتُ أَنْفَاسِهَا إِذا عَدَوْنَ، قَالَ عَنْتَرةُ:
والخَيْلُ تَعْلَمُ حينَ تَضْ
بَحُ فِي حِيَاضِ المَوْتِ ضَبْحَا
والضُّبَاحُ: الصَّهِيلُ.
(أَو) ضَبَحَتْ، إِذا (عَدَتْ) عَدْواً (دونَ التَّقْرِيبِ) . وَفِي التَّنْزِيل: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} (العاديات: 1) كَانَ ابْن عبّاسٍ يَقُول: هِيَ الخَيْل تَضْبَحُ. وهاذَا القَوْلُ قَدَّمَه الجَوْهَرِيُّ فِي الصّجاح، ونَقَلَه عَن أَبي عُبيدَةَ، قَالَ: ضَبَحَت الخَيْلُ ضَبْحاً: مثل ضَبَعَتْ، وَهُوَ السَّيْر. وَكَانَ عليٌّ رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ يَقُول: هِيَ الإِبلُ تَذهَب إِلى وَقْعَةِ بدْرٍ، وَقَالَ: مَا كَانَ مَعنا يَوْمئِذٍ إِلاّ فرسٌ كَانَ عَلَيْهِ المِقْدَادُ، والضَّبْح فِي الْخَيل أَظْهَرُ عِنْد أَهلِ العِلْم. قَالَ ابْن عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: مَا ضَبَحَتْ دَابَّةٌ قَطُّ إِلاّ كَلْبٌ أَو فَرَسٌ. وَقَالَ بعضُ أَهلِ اللُّغَةِ: من جَعَلها للإِبلِ جَعَل ضَبْحاً بِمَعْنى (ضَبْعاً) يُقَال: ضَبَحَت النّاقَةُ فِي سَيْرِها وضَبَعتْ، إِذا مَدَّتْ ضَبُعَيْهَا فِي السَّيْرِ. وَفِي كِتَاب الخَيْلِ لأَبي عُبَيْدةَ: هُوَ أَن يَمُدَّ الفَرسُ ضَبُعَيْه إِذا عَدَا حتّى كأَنّه على الأَرْضِ طُولاً، يُقَال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ، وأَنشد:
إِنّ الجِيَادَ الضّابحاتِ فِي العدَدْ
وَقَالَ السّهيليّ فِي (الرّوض) : الضِّبْح نَفَسُ الخَيْلِ والإِبلِ إِذا أَعْيَتْ.
(و) ضَبَحَت (النَّارُ) والشَّمسُ (الشيْءَ) كالعُودِ والقِدْحِ واللّحمِ وغيرِهَا تَضْبَحُه ضَبْحاً: (غيَّرَتْه) ولَوَّحَتْه. وَفِي (التّهْذِيب) : غَيَّرَتْ لَوْنَه وَقيل: ضَبَحَتْه النمّارُ: غَيَّرَتْه (وَلم تُبَالِغْ) . وَفِي (اللِّسَان) : ضَبَحَ العُودَ بالنّارِ يَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحْرَقَ شَيْئا من أَعالِيه، وكذالك اللَّحْم وَغَيره.

الصفحة 562