كتاب التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية
ذلكَ الحربَ والمواجهة بشتّى الوسائلِ والطّرق.
ولما ظهرت الوسائل الإعلاميّة، وكان لها ما كان من الأثر العظيم والميزات القويّة، قام النّصارى باستغلالها في نشر دينهم، ومحاربة الإسلام.
وكان من آخر هذه الوسائل، ومن أكثرها تأثيراً وانتشاراً؛ شبكة المعلومات العالميّة، فلم يكن عجباً أن أولاها القومُ عنايةً واهتماماً.
ومع ظهور الجيل الثاني لهذه الشّبكة -في حدود العام الهجري 1424 - تغير واقع الاتصال بين الخدمة والمستفيد إلى السمة التفاعليّة، فاتجه غالب مستخدمي الشّبكة إلى هذه الخدمات التفاعليّة، وأضحوا تحت تياراتها المؤثرة بغير اختيارهم.
وقد استفاد المنصرون من هذه السمات التأثيريّة في عملهم الدّعوي، فنشأ عن ذلك جهدٌ تنصيري منظّم مدروس، تقف وراءه اتحادات وجمعيّات وكنائس ومؤسسات عاملةٌ مدعومةٌ بالأموال والعقول المفكرة والجهود البحثيّة والميدانيّة.
وهكذا نشأت مشكلة البحث.
ولما كان «من بعض حقوق اللهِ على عبدهِ ردُّ الطّاعنين على كتابه ورسوله ودينه، ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسِّنان، والقلب والجَنان» (¬1)؛ رأيت أن أكتبَ في بيان واقع العمل التّنصيري من خلال الخدمات التّفاعليّة لهذه الشّبكة، تبصرةً لمن نظر فيه، وتعريفاً بالطرق المتبعة في الكيد للإسلام، ودحضاً لبعض الشّبه التي يكثر طرحها.
وكان سببُ اختياري لهذا الموضوع الأمورَ التّالية:
أولاً: تعاظُمَ الخطر التنصيري عبر شبكة المعلومات العالميّة بعد ظهور الخدمات التفاعليّة لهذه الشّبكة.
ثانياً: ما تواجهه الأمة الإسلاميّة في الوقت الحاضر من حربٍ ضاريةٍ تستهدف زعزعةَ
¬__________
(¬1) انظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، ابن قيم الجوزيّة، ص18.
الصفحة 3
446