كتاب تهذيب الأسماء واللغات (اسم الجزء: 4)

صحيح لقول ابن أحمر:
إذا عز ابن عمك أن تهونا

دببت لها الضراء رجاء أبقي

قلت: ولم يذكر الأزهري وجماعة إلا فهن بالضم. قوله في كتاب الحج: إنك أنت الأعز الأكرم، الأعز: معناه العزيز. قال الأزهري: يقال ملك أعز وعزيز بمعنى واحد، وكذا قاله صاحب المحكم وغيره. قال الأزهري: عز الرجل يعز عزا وعزة إذا قوي بعد ذله، وتقول العرب من عز بز أي: من غلب سلب. وفي الحديث استعز برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال أبو عمرو: استعز بفلان أي غلب في كل أمر من مرض أو عاهة، قال: واستعز الله بفلان معزاز، واستعز بحقي أي غلبني، وفلان معزاز المرض شديده. قال الأزهري: قال الفراء: العزة بيت الطيبة، وبها سميت المرأة عزة.
عزف: المعازف الملاهي وتشمل الأوتار والمزامير حكاه الرافعي. قال الجوهري: عزفت نفسي عن الشيء تعزف وتعزف عزوفا أي زهدت فيه وانصرفت عنه، والعزيف: صوت الجن وعزفت الجن تعزف بالكسر عزيفًا، والمعازف الملاهي، والعازف اللاعب بها وعزفت عزفا.
عزى: قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر التعزية التأسية لمن يصاب بمن يعز عليه، وهو أن يقال له تعز بعزاء الله تعالى، وعزاء الله تعالى قوله عز وجل: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة:156) وكقوله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} (الحديد: من الآية22، 23) قال: والعزاء اسم أقيم مقام التعزية، ومعنى تعز بعزاء الله تعالى تصبر بالتعزية التي عزاك الله تعالى بها، وأصل العزاء: الصبر وعزيت فلانا أمرته بالصبر، هذا كلام الأزهري.
وقال صاحب المحكم في باب عزز: قولهم تعزيت عنه أي: تصبرت أصلها تعززت أي: تشددت مثل تظنيت من تظننت، والاسم منه العزاء.
عسس: قال أهل اللغة: يقال: عس يعس عسًا واعتس يعتس إذا طاف بالليل، فيكشف عن أهل الريبة ورجل عاس، قال أكثرهم: والجمع عسس كخادم وخدم.
وقال صاحب المحكم: جمعه عساس وعسسة ككافر وكفار وكفرة، قال: والعسس اسم للجمع. وقيل: جمع عاس، قال: وقيل: العاس يقع على الواحد والجمع، واعتس الشيء أي طلبه ليلا وقصده، وذئب عسعس

الصفحة 21