كتاب تهذيب الأسماء واللغات (اسم الجزء: 4)

وعساس أي طلوب لصيد بالليل. وقيل: يقع هذا الاسم على كل السباع إذا طلب الصيد بالليل. وقيل: هو الذي لا ينقاد. وقيل: العسعاس الخفيف من كل شيء، وعسعس الليل عسعسة أدبر، كذا قاله الأكثرون.
ونقل الفراء إجماع المفسرين عليه، وقال آخرون: معناه أقبل، وقال آخرون: هو من الأضداد، يقال إذا أقبل وإذا أدبر، وقد بسط الأزهري القول فيه، ونقله عن أئمة اللغة بجميع ما ذكرته.
عسف: قوله في الوسيط والوجيز والمنهاج راكب تعاسيف هو من العسف. قال الأزهري: العسف ركوب الأمر بغير روية وركوب الفلاة وقطعها صوب.
عسم: قوله في باب الديات من المهذب في يد الأعسم الدية. قال ابن الأعرابي وغيره من أهل اللغة وصاحب الشامل وغيره من أصحابنا في كتب المذهب: العسم اعوجاج وميل في رسغ اليد، والرسغ مفصل الكف من الذراع.
قال صاحب الشامل: هو جار مجرى عين الأحول. وقال ابن فارس في المجمل: العسم يبس في المرفق. وقال الجوهري: هو يبس مفصل الرسغ حتى يعوج الكف والقدم، ورجل أعسم وامرأة عسماء.
عسى: قال الإمام أبو الحسن الواحدي المفسر في كتابه في قول الله تبارك وتعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} (البقرة: من الآية216) عسى عند العامة شك وتوهم، وهي عند الله تبارك وتعالى يقين وواجب، وعسى فعل متصرف درج مضارعه وبقي ماضيه، تقول: عسيتما وعسيتم يتكلم فيه على فعل ماض، وأميت ما سواه من وجوه فعله ويرتفع الاسم بعده كما يرتفع بعد الفعل، يقال منه أعسى لفلان أن يفعل كذا مثل أحرى وأخلق بعده، وبالعسي أن تفعل كما تقول بالحري أن تفعل ومعناه من جميع الوجوه قريب وقرب وأقرب به، ومنه قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ} (النمل: من الآية72) أي: قرب، وقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً} (الإسراء: من الآية51) أي: قرب ذلك وكثرت عسى على الألسنة حتى صارت كأنها مثل لعل، وتأويل عسى التقريب، وجاءت عسى في القرآن بدخول أن كقوله تعالى: {عسى ربكم أن يرحمكم} و {عسى أن يكون ردف لكم} ولما كثرت عند العرب في ألفاظهم أسقطوا أن، كما قال الشاعر:
له كل يوم في خليقته أمر

الصفحة 22