كتاب تهذيب الأسماء واللغات (اسم الجزء: 4)

عاكفون مقيمون في المساجد، يقال: عكف يعكف ويعكف إذا أقام، قوله تعالى: {والهدى معكوفا} فإن مجاهدًا وعطاء قالا محبوسًا. وكذلك قال الفراء: يقال عكفته أعكفه عكفا إذا حبسته. قال الأزهري: ويقال عكفته عكفا فعكف يعكف عكوفا، وهو لازم وواقع يعني: متعديا، كما يقال رجعته فرجع، إلا أن مصدر اللازم العكوف، ومصدر الواقع العكف. وقال الليث: يقال عكف يعكف ويعكف عكفًا وعكوفا، وهو إقبالك على الشيء لا ترفع عنه وجهك.
عكن: في الحديث: “أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التحف بملحفة ورسية” قال الراوي: فكأني أنظر إلى أثر الورس في عكنة مذكور في باب صفة الوضوء من المهذب. قوله: عكنه هو بضم العين وفتح الكاف، جمع عكنة بضم العين وإسكان الكاف. قال الأزهري: قال الليث وغيره: العكن الانطواء في بطن الجارية من السمن واحدة العكن عكنة، ولو قيل جارية عكناء لجاز، ولكنهم يقولون معكنة، ويقال تعكن الشيء تعكنًا إذا ركم بعضه على بعض وانثنى.
علس: العلس المذكور في زكاة النبات هو بفتح العين واللام المخففة، وهو صنف من الحنطة يكون حبتان منه في نبت. روى الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال: العلس ضرب من القمح يكون في الكمام منه حبتان، وهو في ناحية اليمن ولم يذكر غير هذا، وكذا قال الجوهري وهو طعام أهل صنعاء وصنعاء قاعدة اليمن. وأما قول الغزالي في الوسيط: أنه حنطة توجد بالشام فأنكر عليه فإنه لا يعرف ذلك في الشام، ولا قيل أنه كان فيه، وذكر بعض فضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب: أنه حنطة صلبة سمراء عسرة الاستنقاء جدًا، لا تنقى إلا بالمهارس، وهي طيبة الخبز سنبلها لطاف قليلة الريع.
علق: قولهم في نجاسة العلقة وجهان: هي العلقة التي هي أصل الإنسان يعني: لو ألقت المرأة العلقة ففي نجاستها وجهان، قال الله تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً} (المؤمنون: من الآية14) قال الأزهري: العلقة الدم الجامد الغليظ، ومنه قيل: لهذه الدابة التي تكون في الماء علقة لأنها حمراء كالدم، وكل دم غليظ علق. قال: أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي في تفسيره سورة اقرأ العلق جمع علقة، والعلق قطعة من دم رطب سميت

الصفحة 36