كتاب تهذيب الأسماء واللغات (اسم الجزء: 4)

غبنه يغبنه هذا الأكثر. وقد حكي بفتح الباء في يغبنه وكل هؤلاء لم يذكروا في الغبن في البيع إلا فتح الغين مع سكون الباء.
وذكر ابن السكيت في باب فعلت وفعل: باتفاق معنى الغبن والغبن بفتح الباء وسكونها، ثم قال: والغبن أكثر في الشراء والبيع، والغبن بتحريك الباء في الرأي يقال غبنت رأيي غبنًا.
غرر: في حديث الوضوء: “تأتي أمتي يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل” وفي الحديث الآخر: “نهى عن بيع الغرر” وفي الحديث الأخر: “في الجنين غرة عبد أو أمة” وفي صفة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فرد نشر الإسلام على غره، ذكره في باب بيع الغرر من المهذب: فأما الغرة في الوضوء ففيها أختلاف كبير للأصحاب، وقد ذكرت ذلك مستقصى في شرح المهذب، والحاصل منه وجهان: أظهرهما أن تطويل الغرة هو غسل مقدمات الرأس مع الوجه وكذلك صفحة العنق، والتحجيل غسل بعض العضد مع اليد، وغسل بعض الساق عند غسل الرجل. والثاني: أن الغرة غسل شيء من اليد والرجل، وأصل الغرة بياض في جبهة الفرس فوق قدر الدرهم، والغرة أيضًا أول الشيء وخياره، وأما بيع الغرر فهو مفسر في هذه الكتب مشهور معلوم.
وقوله: “في الجنين غرة عبد أو أمة” هكذا هو في الرواية وكذا المعروف غرة منونة وعبد أو أمة مرفوعان، والغرة اسم للعبد واسم للأمة. قال الجوهري في صحاحه: الغرة العبد والأمة، ومنه الحديث فذكره قال: وكأنه عبر عن الجسم كله بالغرة. وحكى القاضي عياض في الإكمال وصاحب المطالع: أنه روي أيضًا بإضافة غرة إلى عبد، قالا: والصواب التنوين أو هو أصوب. وفي صحيح البخاري في كتاب الديات في باب جنين: المرأة عن المغيرة بن شعبة، قال: قضى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالغرة عبد أو أمة. وقوله: “نشر الإسلام على غره” هو بفتح العين وتشديد الراء، وهو التكسير في الثوب وغيره من الطي أي: مواضع الطي، وهو معنى قوله في المهذب أي: على طيه، والنشر بفتح النون والشين المنتشر. قوله في باب الإقرار من المهذب له عندي تبن في غرارة هي بكسر الغين والجمع غرائر. قال الجوهري: أظنها معربة.
غرل: قال الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي من المتأخرين في كتابه المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن: قال أئمة اللغة: الراء واللام لم يجتمعا في كلمة واحدة إلا في أربع: وهي أرل إسم جبل، وورل، وغرلة،

الصفحة 58