كتاب توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

يستحق الحمد كله، والثناء كله إلا المستحق لكل كمال، الموصوف بجميع نعوت الجلال، وليس ذلك إلا الله وحده، فهو الذي له الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله -سبحانه وتعالى-.
يقول الشيخ -رحمه الله-: "صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم " يعني: وسلم الله عليه.
"تسليما" هذا مصدر مؤكد. "مزيدا" موصولا بالزيادة مستمرا دائما.

"أما بعد" هذه جملة يؤتى بها للانتقال من المقدمة إلى المقصود، وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه يقول في خطبه: أما بعد (¬1)، ومعناها عند أهل اللغة (¬2): مهما يذكر من شيء بعد فهو: كذا وكذا.
" فهذا اعتقاد" إشارة إلى ما هو حاضر مما سيذكره الشيخ في هذه العقيدة، وبهذا يتبين أن الشيخ قصد في هذا التأليف إلى بيان اعتقاد الفرقة الناجية في ربهم، واعتقادهم فيما أمر الله بالإيمان به.
"الفرقة الناجية المنصورة" وصفها بالصفتين: الناجية والمنصورة أخذا من الحديث المشهور المروي في المسانيد، والسنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟
قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم، وأصحابي (¬3) " وفي لفظ " وهي الجماعة (¬4) هذه هي الفرقة الناجية.
¬__________
(¬1) [انظر: صحيح البخاري، باب: مَن قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد، الأحاديث (922 - 927)].
(¬2) [لسان العرب 14/ 48، والجنى الداني ص 522، وأوضح المسالك 4/ 211]
(¬3) [رواه الترمذي (2641) ـ وقال: هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه ـ، والحاكم 1/ 128 من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -. ورواه الطبراني في الأوسط 8/ 22 من حديث أنس - رضي الله عنه -، وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن سعيد إلا عبد الله بن سفيان المدني، وياسين الزيات.]
(¬4) " [رواه أحمد 4/ 102، وأبو داود (4597) من حديث معاوية - رضي الله عنه -. وأحمد 3/ 145 وابن ماجه (3993) من حديث أنس - رضي الله عنه -. وابن ماجه (3992) من حديث عوف بن مالك - رضي الله عنه -. وصححه شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 3/ 345 - 359، وعلق عليه بتعليق طويل، وذكره الكتاني في كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص 57 رقم (18)]

الصفحة 28