كتاب توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

وما جاء به المرسلون في صفاته تعالى، وغيرها هو الصراط المستقيم.
قال الشيخ: "فإنه الصراط المستقيم" ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم، والصراط هو الطريق الذي يجمع معانٍ، فليس كل طريق صراطا.
والصراط هو:
الطريق المستقيم، الموصل إلى المقصود، القريب، الوسع، المسلوك.
هذا معنى ما ذكره ابن القيم في بيان خصائص الصراط في كلامه على سورة الفاتحة في مدارج السالكين (¬1)، وصراط الله مسلوك؛ سالكوه هم المُنعَم عليهم من النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين.
وأهل السنة داخلون في طريق المُنعَم عليهم على حسب مراتبهم في العلم والدين والفضل.
والصراط المستقيم هو: دين الله الذي بَعَث به رسوله - صلى الله عليه وسلم - في كل باب من أبواب العلم: في مسائل الاعتقاد؛ كالأسماء والصفات، واليوم الآخر، وسائر أصول الإيمان، والشرائع، والأوامر، والنواهي.
بعد هذا يقول الشيخ: "وقد دخل في هذه الجملة "
المشار إليه ـ القاعدة ـ قد دخل في هذه الجملة ما وَصَف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تَعْدِل ثُلُث القرآن" وهي قوله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص (1 - 4)].
هذه سورة الإخلاص؛ لأنها متضمنة للتوحيد العلمي الخبري
¬__________
(¬1) [1/ 33، وبدائع الفوائد 2/ 416].

الصفحة 41