كتاب توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:" إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " (¬1).
فهذا أفضل ما يعطي الله أولياءه قال الله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ} [(72) سورة التوبة] رضوان من الله يُحله على أوليائه، هو أكبر من نعيم الجنة ـ أي ـ أكبر ممَّا في الجنة من أنواع النعيم من المطاعم، والمشارب، والملابس، ونحوها.
والإيمان بأنه تعالى يغضب يوجب للعبد أن يخاف من غضب الله، ويستعيذ منه، وفي الحديث الصحيح:" أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (¬2).
فللعلم والإيمان بأسماء الرب وصفاته آثار على القلب، وآثار على سلوك العبد تورث الموفقين من عباد الله محبته سبحانه، وخوفه، ورجاءه، والتوكل عليه كل هذا من آثار الإيمان بأسمائه وصفاته.
¬__________
(¬1) [البخاري (6549)، ومسلم (2829) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -].
(¬2) [رواه مسلم (486) من حديث عائشة رضي الله عنها].

الصفحة 75