كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

المغرب الأوسط والمغرب الأقصى، وأنشا موسى ثلاث ولايات جديدة الأولى ولاية المغرب الأقصى وتشمل النصف الشمالي للملكة المغربية الحالية، والثانية ولاية سلجماسة وكانت تطلق على النصف الجنوبي من المملكة المغربية الحالية، أما الولاية الثالثة فهي تلك المساحة التي امتدت من الحدود الغربية لولاية إفريقية إلى حدود ولاية المغرب الأقصى وهي تشمل جزءا كبيرا من أراضي جمهورية تونس الحالية.
وفي أواخر الدولة الأموية ونتيجة لأحداث الفتنة المغربية الكبرى التي بدأت في المغرب من سنة 122 هـ في ولاية عبيدالله بن الحبحاب واستمرت حتى نهاية العصر الأموي. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها هشام بن عبد الملك لإيقاف هذه الفتنة والقضاء على ثورات الجماعات الخارجية ما بين صفرية وإباضية التي كانت قد أخرجت المغربين الأوسط والأقصى عن السلطان الفعلي للخلافة الأموية، فلم يبق لها سلطان ملموس إلأ على نهر شلف الذي ينبع من جبال أوراس ويتجه إلى الشمال حتى جنوب مدينة الجزائر الحالية، فيتجه غربا ويقترب من البحرويواصل سيره حتى يصب في البحر المتوسط إلى الشرق من مدينة وهران الحالية. ويفهم من كلام الجغرافي اليعقوبي أن سلطان دولة الخلافة لم يجاوز المجرى الأعلى لهذا النهر وعلى الأخص من العصر العباسي، وواضح أن العباسيين عندما ورثوا الخلافة من الأمويين وجدوا أن دولتهم تمتد وتغطي مساحة شاسعة جدا لم تستطع قواهم أن تسيطر عليها سيطرة كاملة خاصة وأن انتقال مركز الدولة من دمشق إلى بغداد زاد من مسئوليتها الأسيوية، وفرض عليها مطالب جديدة لم تكن تشغل بال الأمويين بالصورة التي كانت عليها أيام العباسيين.

الصفحة 12