كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

ونتيجة لذلك نجد أن العباسيين ركزوا جهدهم كله في المحافظة على ذلك الجزء الذي كان لدولتهم بصورة فعلية من إفريقية.
أما ما وقع غربي نهر شلف أي بيد المغربين الأوسط والأقصى فليس لدينا ما يدل على أن العباسيين كان لهم قيد من سلطان أو حتى حاولوا أن يبسطوا عليه سلطانهم، وهذا هو الذي جعل عبد الرحمن بن رستم بعد هزيمة الخوارج الإباضية ومقتل أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح بن مالك المعافري سنة 144 هـ - يفر إلى غرب نهر شلف ويحاول إنشاء دولة خارجية إباضية في بلاد كانت خارج سلطان العباسيين وبذلك يامن على دولته من جيوشهم.
ولم تتمكن الحكومة المركزية العباسية من أن تسيطر على ولاية إفريقية بسبب عدم الاستقرار فيها نتيجة للصراع الداخلي الذي شغل الخلافة العباسية، ولم يترك لها من الفراغ ما يمكنها من محاولة بسط سلطانها على بقية بلاد المغرب.
ولما عزل محمد بن الأشعث الخزاعي، أسند أبو جعفر المنصور ولاية إفريقية لزعيم من زعماء العرب وهو الأغلب بن سالم بن عقال التميمي وكان

الصفحة 13