144 ه إلى 152 هـ، فأعد المنصور جيشا من 50ألف مقاتل بالإضافة إلى مقاتلين من الشام والجزيرة وأرسلهم إليه، وأمره بالمسير إلى إفريقية وأنفق المنصور بسخاء على إعداد الجيش حيث بلغ ما أنفقه عليه 63 مليون درهم وللتاكيد على أهمية الحملة رافق المنصور الجيش حتى وصل إلى مدينة القدس في فلسطين، وبعد عدة معارك طاحنة استطاع الوالي يزيد بن حاتم أن يقضي على معظم ثورات الخوارج بإفريقية وبقتل أبا حاتم الإباضي سنة155 هـ / 772 م بالقرب من مدينة طرابلس على حين فر بقية أصحابه إلى مناطق جبال نفوسة التي كانت تسكنها جماعات من الخوارج.
مكث يزيد بن حاتم واليا على إفريقية حوالي خمسة عشر عاما، تعد من أحسن فترات عصر الولاة على إفريقية وأ كثرها خيرا سواء في الناحية الاقتصادة أو الاجتماعية أو المعمارية: فاعاد بناء المسجد الأعظم بالقيروان، وأعطى للفقهاء المالكية مكانة وأهمية كبيرة واعتمد عليهم في محاربة الخوارج، فكان يستشيرهم وياخذ برأيهم، مما جعل إفريقية قاعدة للمذهب السني أو قاعدة للسنه على مذهب الإمام مالك بن أنس في بلاد المغرب، وهذه صبغة ذات مغزى بعيد في تطور تاريخ المغرب الإسلامي وسنتحدث عن ذلك بالتفصيل فيما بعد.
ولما توفى يزيد بن حاتم تقلد ولاية إفريقية بعده ابنه داود الذي أخذ له يزيد البيعة بولاية العهد في أثناء مرضه، فاستمرفي الحكم تسعة شهورونصف يحارب أمراء قبائل البربر الخوارج، فثار عليه زعيم البربر نصير بن صالح الإباضي فبعث داود إليه أخاه المهلب بن يزيد فهزموه وقتلوه هو ومن معه من أصحابه، فوجه إليهم داود قائده سليمان بن يزيد في جيش يقدر ب 000، 10 مقاتل، فهرب البربر من أمامه، فتتبعهم وقتل منهم أ كثر من عشرة آلاف قتيل،