كتاب تاريخ مملكة الأغالبة

وظل داود مقيما في إفريقية حتى قدم عمه روح بن حاتم ليتقلد إمارة إفريقية من قبل هارون الرشيد، أما داود فاسند أليه هارون ولاية مصر ثم ولاية السند وظل بها حتى مات فيها.
كان روح قد تقلد عدة مناصب إدا رية قبل مجيئه إفريقية منها ولاية البصرة والكوفة وطبرستان وفلسطين والسند، وكان روح أكبر سنا من أخيه يزيد، ولكن حكمه لإفريقية لم يدم، إذ عزله الرشيد وأسند ولايتها لنصر بن حبيب الهلبي.
وعلى أي حال فقد كان آخر أمراء المهالبة لإفريقية الفضل بن روح بن حاتم الذي تولى سنة 77 1 هـ / 793 م ولم يمكث في حكمه إلا سنة ونصف تقريبا، وثار عليه جند إفريقية والمغرب لاستبداده بائسلطة، فقام عبد الله بن عبدويه الجارود قائد جند تونس، فتمكن من الإستلاء على السلطة وقتله سنة 78 1 ر - 4 79 م. (1).
وهكذا انتهت رئاسة المهالبة في إفريقية التي استمرت حوالي ربع قرن من الزمان أي من أواخر أيام أيى جعفر المنصور إلى عهد هارون الرشيد، ذلك لأن تجربة إسناد حكم إفريقية إلى فرد بعينة مع بقائه على التبعية لدولة الخلافة كانت تجربة ناجحة، فقد أفادت إفريقية فائدة محققة من فترة المهالبة فاستقرت خلالها الأحوال، وعمرت المدن وبنيت المساجد واطمان الزراع والتجار وزاد الدخل خصوصا في أيام أكبر أولئك المهالبة وهو يزيد بن حاتم الذي حكم خمس عشرة سنة.
وبعد نهاية حكم المهالبة عادت إفريقية إلى التبعية المباشرة لدولة الخلافة وتوالى عليها ولاة بغداد، ولكن الفوضى سادتها إذ اشتد تنافس زعماء العرب

الصفحة 17