في البلاد في الوصول إلى السلطان في القيروان أو الانفراد بالسلطة السياسية في نواحيهم.
ولما كانت الخلافة العباسية شديدة لاهتمام بشؤون ولاية إفريقيةالتى تشمل طرابلس لافريقيه والزاب، والتي ذكر اليعقولي الذي زار إفريقية في عصر الأغالبة أن منتهى سلطة العباسيين غربا كانت حتى مدينة إربة الواقعة على المجرى الأعلى لنهر شلف ولى هارون الرشيد على إفريقية عاملا عربيا من طراز فريد في معدنه هو هرثمة بن إعين وكان من أكبر رجال الحزب العربي في بلاط الرشيد، وكان شيخا مجربا في فن الحروب وحكم الولايات.
حكم هرثمة بن أعين إفريقية قرابة من العامين من (180ه 1 8 1 هـ /796 م - 797 م) وخلال هذه الفترة القيصرة ساد إفريقية واستقرار، فعمل هرثمة على تجديد ما تخرب من المدن والموانيء والمنشآ ليعيدثقة الناس في الدولة العباسية، فجدد ميناء تونس، وأصلح. القيروان ونظم الأسواق فيها، واهتم ببناء قصور العباد.
وبعد هاتين السنتين - كما يذكر ابن خلدون - رأى هرثمة بن أعين أنه قد قام بمهمته في إفريقية في إرصاء قواعد الأمن والأطمئنان في البلاد، ولكن الحقيقة أنه تعب وضاقت نفسه وفضل العودة إلى بغداد، فعاد إليها سنة 181ه - 797 م وأصبح من خواص هارون وأهل ثقته، فاسند إليه منصب قائد الحرس